حنان مرهج
مشهد اقل ما يمكن وصفه اليوم بالكارثي، فمعاناة مريض الكورونا لا تقتصر فقط على هذا الفيروس الخبيث، انما تتعداه الى ايجاد الأدوية المفقودة من الصيدليات واخيراً، الأوكسيجين، الذي دخل ككل السلع الأخرى السوق السوداء وخضع لمعيار الإحتكار، بحسب الصرخة التي رفعها المواطنون عبرالمدى، مؤكدين انقطاع اجهزة التنفس بعد التلاعب بأسعارها واستغلال وجع المواطن وحاجته.
نقيبة مستوردي المستلزمات والمعدات الطبية في لبنان سلمى عاصي، لفتت عبر “المدى”، الى ان اجهزة تنفس الشركات المرخصة في لبنان نفذت منذ اسبوع، مستغربة مصادر الماكنات المتواجدة في السوق اليوم ومتسائلة عن فعاليتها على المريض اضافة الى نوعية الأوكسيجن، كاشفة عن وصول شحنة اجهزة التنفس الى مطار بيروت، على ان تبدا عملية تسليمها الإثنين. وعن الكمية المستوردة اكدت عاصي انها تكفي جميع المحتاجين لأوكسيجين من المواطنين، لافتة الى ان آلية منظمة وشفافة ستعتمد لحصر شراء الأجهزة بالمرضى الذين يحتاجون عبر ورقة من الطبيب تؤكد هذا الأمر.
ولفتت نقيبة مستوردي المستلزمات والمعدات الطبية، الى ان الاسعار ستكون بالدولار لان المعدات غير مدعومة من مصرف لبنان، على ان يعلن عن سعر الجهاز لاحقاً. واذ اكدت ان 70% من الطلبات على اجهزة التنفس، الأسبوع الماضي، اتت كلها للإحتياط والتخزين في المنازل، وليس من مرضى في حاجة لها، دعت الى صحوة للضمير من خلال التهافت على هذه الماكنات وحتى على الأدوية.
هو “الهواء” الذي يحتاجه مريض كورونا ليكمل الحياة، دخل في لبنان السوق السوداء ايضاً في غياب الضمائر، علنا مع بدء تسليم شحنة اجهزة التنفس غدا الإثنين، يصبح لكل مريض في حاجة، جهازاً، بعيداً من الإستغلال من اخيه المواطن. فلو نقف لبرهة نرى اننا جميعا في النفق الاسود وعلينا ان نتحد ونبتعد عن الأنانية، فنتقاسم الهواء لنخرج جميعا سالمين الى بر الحياة من جديد.