خاص المدى– جنان جوان أبي راشد
بعد فتور ساد العلاقة بين العراق وكل من مصر والاردن، عُقدت الأحد في بغداد قمة ثلاثية عراقية مصرية أردنية، واجتمع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول زيارة لرئيس مصري إلى العراق منذ العام 1990.
الصحافي والكاتب السياسي العراقي إدريس جواد يعتبر في حديث ل “المدى” أن القمة مهمة جداً بالنسبة الى اقتصاد العراق لناحية التجارة والنقل البري ومحاولة الاسراع في حلّ ازمة الكهرباء في البلاد، وكذلك بالنسبة الى الخطة العراقية في أن يكون هناك منفذ نفطي جديد للعراق من خلال إنشاء خط أنابيب، يستهدف تصدير مليون برميل يومياً من الخام العراقي من مدينة البصرة في جنوب البلاد إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر، علماً أن مصر ستبدأ بتخطيط مسار الأنبوب الممتد من العقبة إلى سيناء عبر البحر.
وعن تموضع بغداد لناحية التكتلات النفطية الحاصلة في المنطقة، يستبعد جواد حصول تعاون نفطي مع اسرائيل (غير المعترف بها كدولة عراقياً) في هذا المجال في المدى المنظور، لأن لا تطبيع معها وهذا الامر صعب حدوثه في المرحلة المقبلة على الاقل.
اما على الصعيد الخارجي، فيرى جواد أن القمة تؤكد تصاعد تأثير بغداد في المنطقة في المرحلة المقبلة، وربما ستؤسّس لتحالفات جديدة في المنطقة تضمّ في مرحلة لاحقة السعودية والإمارات.
القضية الفلسطينية، الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن وأزمة سدّ النهضة حضرت على طاولة القمة كما يقول جواد، الذي يشير الى ان لبنان لم يُذكر في البيان الختامي. ويضيف إن الكاظمي طالب بالإسراع في حلّ القضية اليمنية، متوقعاً أن يكون قد طلب أيضاً من مصر والاردن إعادة النظر في توجهاتهما إزاء سوريا وإعادتها الى محيطها.
ورداً على سؤال عن إمكان أن يكون التحالف مع مصر والاردن هو لسحب العراق من فلك النفوذ الايراني، يقول جواد إن موضوع تقريب العراق من الدول العربية أمر مطروح على طاولة النقاش لتخفيف الهيمنة الايرانية عليه سياسياً واقتصادياً، الا أنه يتبيّن لنا أن العراق يقترب من محيطه العربي ومن الممكن أن يعود الى دوره الريادي كلاعب أساسي في المنطقة، وذلك بغضّ النظر عمّا اذا كان سيَسحب البساط من تحت إيران أو غيرها، معتبراً أن استيراد الطاقة الكهربائية من الأردن ومصر سيكون منفذاً آخر تستعيض فيه بغداد عن المنفذ الكهربائي الحالي من إيران، وتابع إنه يمكننا قراءة انعقاد القمة على أنها تأتي في مقابل التحرّكات الإيرانية التي سادت المشهد العراقي طيلة الفترة الماضية.
واستبعد جواد وجود طموحٍ لدى بغداد في أن تكون وسيطاً لطرف معين في المنطقة في الفترة الراهنة، موضحاً أن الكاظمي يريد إقامة علاقات متوازنة مع الجميع وإعادة الروابط بين الدول العربية ودول الخليج من أجل حماية الأمن وتعزيز الاقتصاد العراقي، لكنه لن يرفض القيام بوساطة في حال كُلِّف بذلك.