خاص المدى جنان جوان أبي راشد
أحداث كثيرة لافتة عربياً واقليمياً في العام 2021، فشهدت المنطقة استمرارا للنزاعات والأزمات السياسية. وكانت تغيّراتٌ كبيرة عديدة في العلاقات الإقليمية باتجاه طي الخلافات، لكنّ هذه الخلافات لم تُطوَ كلياً.
استؤنفت خلال هذا العام مفاوضاتُ إحياء اتفاق إيران النووي بعد انتهاء ولاية دونالد ترامب وتولي جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، وكانت انتخابات في إيران أوصلت إلى الحكم الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي. لم يتم تجاوز الخلافات حول الاتفاق النووي، أو رفع العقوبات الاميركية عن طهران. زيارة طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي طهران كانت لافتة حيث التقى مسؤولين إيرانيين بينهم رئيسي.
في سوريا جرت انتخاباتٌ رئاسية، فاز بها الرئيس بشار الاسد بولاية جديدة، رغم اعتراضاتٍ من بعض الدول الاوروبية، في حين كان هناك فشل في كتابة دستور جديد للبلاد مع استمرار محادثات جنيف، فيما استمرت مباحثات أستانة أيضاً.
واللافت كانت زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد دمشق في تشرين الثاني وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2011، فضلا عن اتصال هاتفي للاسد مع الملك الأردني عبدالله الثاني، هو الأول بعد 10 سنوات.
وفي أواخر العام، عيّنت البحرين اول سفير لها لدى سوريا منذ 10 سنوات.
ميدانياً، تمكّن الجيش السوري من السيطرة على مدينة درعا بشكل كامل بعد حصار طويل.
اقتصادياً، فقدت الليرة السورية في 2021 نحو نصف قيمتها مقابل الدولار.
في العراق، شكلت الانتخاباتُ المبكرة عنوانا رئيسيًا، وحازت الكتلة الصدرية بزعامة السيد مقتدى الصدر، على أكبر عدد من الأصوات، لكنها لم تستطع تشكيل حكومة لوحدها، بسبب النظام القائم على التوافقات.
كانت في العام 2021، محاولةٌ لاغتيال رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي.
وقد عزز العراق في 2021 مكانته إقليميا باستضافة قمة عربية، ومن ثم استضاف مؤتمرًا دوليا، بالتعاون مع فرنسا، شاركت فيه السعودية وإيران، وظهر كوسيط بين الرياض وطهران لكن لم تظهر نتائج هذا التحرك العراقي اضافة الى تحركٍ مماثل لسلطنة عمان.
ورغم الخلافات، أعربت إيران والسعودية أيضا عن استعدادهما للتهدئة.
وفي اسرائيل وبعد ازمة سياسية استمرت اكثر من عام، تمكّن “معسكر التغيير” من تشكيل حكومة جديدة برئاسة نفتالي بينيت، وعزل رئيس الوزراء المنتهية ولايتُه بنيامين نتنياهو عن الحكم.
وغيّر الرئيسُ الاميركي الجديد جو بايدن نهج واشنطن إزاء فلسطين حيث استأنف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية والمساعدات الأميركية لوكالة “الأونروا”.
في تركيا، تواصلت الازمة الاقتصادية واستفحلت مع تدهور كبير لليرة، على الرغم من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال 14 دولة خلال العام المذكور، بينها الولاياتُ المتحدة وكازخستان بعد المعارك مع ارمينيا.
وواصلت تركيا سيطرتها على مناطق في سوريا، واستمرت في أدوارها في العديد من الجبهات في المنطقة بينها ليبيا.
وشهدت العلاقات المصرية التركية بعض التحسن خلال هذا العام. وكان تركيز على التعاون الاقتصادي بين تركيا والامارات خلال زيارة قام بها لانقرة وليُ عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقد شهد العام مساعيَ لتحسين العلاقات بين انقرة والرياض.
وكان العام 2021 الأكثر سخونة في تونس مع القرارات الاستثنائية التي اتخذها، الرئيس قيس سعيّد بتجميد عمل البرلمان وإعفاء حكومة المشيشي وتعيين نجلاء بودن رئيسة للحكومة. وكانت هذه إجراءاتٌ فتحت أبواب الجدل والخلافات.
وفي السودان ايضاً استمرت الازمة، واعتَقل رئيس مجلس السيادة السوداني عدداً من الوزراء على رأسهم رئيسُ الوزراء عبد الله حمدوك. وبرزت خلافات بين الشقَين العسكري والمدني في السلطة، وهددت قبائل في تشرين الاول بانفصال شرق البلاد.
وفي ظل ضغوطات عربية ودولية، وقّع البرهان وحمدوك في تشرين الثاني اتفاقا سياسيا عاد بموجبه حمدوك إلى منصب رئيس الوزراء، غير أن البرهان احتفظ بمقعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الذي من المفترض أصلا أن يسلمه إلى رئيس الحكومة.
ورغم هذه الاتفاق، تواصلت الاحتجاجات ضد العسكريين.
وكان العام 2021 قد بدأ بقمة لمجلس التعاون الخليجي بمشاركة مصر في العُلا السعودية، توجت بالاعلان عن انتهاء الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين قطر من جانب ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من جانب آخر في العام2017.
ويأتي ذلك على خلفية بوادر انفراج في علاقات حليفة قطر، تركيا، مع كل من مصر والإمارات، بينما استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وكانت اتفاقات اقتصادية.
في المملكة السعودية استمر الانفتاح، واستضافت مدينة جُدة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أضخم مهرجان سينمائي يقام في البلاد. وتم كذلك افتتاح موسم الرياض في تشرين الاول الذي استقطب كبار النجوم.
وفي الامارات، خطف معرض إكسبو الأنظار.