خاص المدى-جنان جوان أبي راشد
لليوم الثاني على التوالي، توقفت جولات المرضى من صيدلية الى أخرى طلباً لأدوية غير متوفرة، فصيدليات لبنان في غالبيتها مقفلة التزاماً بالاضراب الذي دعا اليه تجمّع أصحاب الصيدليات احتجاجاً على الشحّ في الأدوية وحليب الاطفال منذ اكثر من ستة اشهر، وإذا حصل طارىءٌ لأيّ لبناني عليه أن يقطع الكيلومترات ليجد الدواء في صيدلية فتحت أبوابها أو أن ينتظر الى الاثنين.
الصيادلة الذين شاركوا في الاضراب تحدثوا في اتصال مع ال”المدى” عن مصير الاضراب في الايام المقبلة، ويقول الصيدلي رولا اسطفان إن الوقوف عاجزين أمام مريض يتألم ويبحث عن دواء مفقود أمر صعب للغاية، متوقعاً اعطاء مهلة للمعنيّين لمدة أسبوع واحد فقط، على أن تكون الخطوات المقبلة تصعيدية لأن الصيدليات باتت خالية من الأدوية، ولا أجوبة لدينا على طلبات المرضى.
وعن الوعود بالحلحلة وما اذا كانت موجودة، يقول الصيدلي انطوان سعادة إن كل الوعود حتى الآن واهية، واذا لم تتوفر وعودٌ ملموسة فإننا نتجه الى تنفيذ إضراب مفتوح حكماً، لأن الصيدليات فرغت من الادوية. واعتبر سعادة أن هناك مطلبَين من شأنهما حلّ أزمة الدواء، الأول يتمثّل بترشيد الدعم برفعه عن بعض أنواع الادوية، والثاني من خلال تطبيق ما يُعرف بالملف الرقمي للمريض، والذي عملت النقابة السابقة للصيادلة برئاسة جورج سيلي من أجل إنجازه. ورأى أن النقابة الحالية لم تحقق أيّ من مطالب الصيادلة.
اذاً، تجمّع أصحاب الصيدليات يتجّه الى التصعيد بعد الاضراب الذي شمل حوالى 90 في المئة من الصيدليات في لبنان، في حين اعلن نقيب الصيادلة غسان الامين تضامنه مع المضربين لكنّ هناك حائلاً قانونياً يمنعُه من الدعوة إلى الإضراب، كما يوضح.
ويبقى أن على اللبنانيين تأجيل مرضِهم الى حين أن تنفرج، والسؤال الذي لا جواب عنه حتى الان هو متى الفرج؟!