خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
مصرف لبنان بدأ الاثنين في “المعهد العالي للأعمال” تدريب أكثر من 150 متعاملاً من المصارف والصرّافين على المنصة التي كان قد أعلن عن عزمه على اطلاقها قريباً بهدف تخفيض سعر صرف الدولار. لكن هل يمكن التعويل على هذه المنصّة لتحقيق هذا التخفيض مقابل الليرة بعد انجاز عملية التدريب؟ وهل بإمكان المنصة مواجهة السوق السوداء؟
هذا السؤال طرحناه على الخبير المالي والاقتصادي لويس حبيقة الذي رأى أنه لا يمكن التعويل على هذه المنصة في غياب الاستقرار وتشكيل حكومة تحوز على ثقة اللبنانيين، مشيراً في الوقت عينه الى أن المصرف المركزي الذي ليس بيده أمر تشكيل حكومة في لبنان، غير قادر في المقابل على البقاء مكتوف اليدين ازاء ما يجري من ارتفاع في سعر صرف الدولار، لذلك كان قد أعلن عن اطلاق هذه المنصة التي كان بالإمكان أن تكون فعّالة في حال تشكيل حكومة موثوق بها بنوعية وكفاءة وزرائها.
واعتبر حبيقة في حديث لـ”المدى ” أنه في غياب هكذا حكومة وفي ظل الظروف السيئة الراهنة لن تكون المنصّة ناجحة وفعّالة، لأن المشكلة هي في الشحّ في عرض الدولار الموجود إما في منازل اللبنانيين أو الذي يدخل من خارج البلاد، وبالتالي فإنه في غياب الطمأنينة لدى المواطنين اللبنانيين لن تعود الدولارات الى الاسواق.
ويوضح حبيقة أنه ليس ضدّ التحضيرات والتدريبات الجارية لاستخدام المنصة، الا انه يجب عدم هدر هذه الفرصة المهمة التي لا يمكن الاستفادة منها في غياب حكومة موثوقة، مقترحاً عدم اطلاقها في ظل الظروف “السوداء” التي يمر بها لبنان.
ورفض حبيقة التدخل في الاسواق باستخدام الاحتياطي من العملات الاجنبية المتبقي في مصرف لبنان، معتبراً أن ذلك ضرب من الجنون. وأضاف: إن المعلومات تشير الى انه بعد انجاز تدريب موظفي المصارف والصرافين على المنصة بعد فترة اسبوعين، سيتم على الارجح اللجوء الى اعلان ارجاء اطلاق المنصة المذكورة الى حين استتباب الاوضاع في لبنان.
وأعرب حبيقة عن تأييده لهكذا قرار بالتأجيل في حال لم يتم تشكيل حكومة موثوقة، والا فإنه بحسب حبيقة سيتم هدر فرصة ثمينة لأسباب واهية، رافضاً البدء بالعمل بالمنصة الى حين التأكد من ظروف نجاحها.