حنان مرهج- خاص “المدى”
في وقت لم تحسم فيه معظم الكتل النيابية موقفها بالنسبة لمبادرة الرئيس سعد الحريري، وتسمية الشخصية في الإستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس المقبل، وفي وقت لم يتبين فيه مرشح اخر غير الحريري الذي اعتبر نفسه مرشحا للمبادرة الفرنسية، واعطى 72 ساعة للأفرقاء السياسيين للتشاور، الا انه ومنذ كلامه الأخير لم يبادر الى اي خطوة تجاه اي طرف.
لتؤكد مصادر متابعة للملف الحكومي، وكأن الحريري انتقل من مربع اللا الى مربع النعم المشروطة، في ظل مشكلة برزت في المقاربة التي قدمها للمبادرة الفرنسية وكأنها جسر عبور يمكّنه من تحقيق ما يصبو اليه منذ ان استقال، بقوله إنه لن يؤلف الا حكومة اختصاصيين ولن يذهب الى حكومة حزبيين او سياسيين، وكأنه بحسب المصادر يوحي بأنه لم يخرج من السقوف التي وضعها وهو متمسك بها.
من هنا سأل المصدر هل يدرك الحريري ان الثنائي الشيعي يصر على مواقفه؟ وهل يعي ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي بدا واضحا انه حيده في مقابلته الأخيرة شريك اساس في التأليف؟ ليتابع المصدر بالإشارة الى ان هناك عناوين كثيرة تتطلب تضحيات فهل الحريري مستعد؟ وفي حال تجاوزنا كل عقبات التأليف، هل سيقبل الحريري ان تكون الورقة الفرنسية هي مسودة البيان الوزاري؟
وفي انتظار الإجابات التي ستقدمها تطورات الأيام القليلة المقبلة، مع المشاورات التي سيبدأها الحريري بدءا من اهل البيت اي رؤساء الحكومات السابقين والإنتقال الى الثنائي الشيعي من ثم رئيس تكتل لبنان القوي، الى سائر الافرقاء. جزمت المصادر بأن الحريري لم يكن ليرشح نفسه لو لم يكن هناك ضوء اخضر سعودي اميركي، وبوساطة فرنسية.
مؤكدة في المقابل ان رئيس الجمهورية الموافق على المبادرة الفرنسية من حيث انها اقتصادية انقاذية بامتياز، سيكون بالإنتظار، ولديه موقف من تشكيل الحكومة انطلاقا من موقعه ومن صلاحياته الدستورية، باعتبارانه ليس مجرد متلقن.