جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
ثلاثة أرباع سكان طرابلس لا يمكنهم الاستمرار في العيش الا بمعونة أو مساعدة اجتماعية، فرقعة الفقر المدقع اتّسعت كثيراً في عاصمة الشمال ذات الكثافة السكانية مع استمرار التدهور الاقتصادي، والعاطلون عن العمل يفترشون الطرقات، فيما غالبيةُ مَن يعمل من أبناء الطبقة الفقيرة لا يتعدّى أجرُه اليومي عشرة آلاف ليرة، في حين يتخطّى ثمنُ علبة اللبنة هذا الأجر. هذا لسان حال أبناء طرابلس الذين يجهدون للاستمرار في عملية التعاضد الاجتماعي ومساعدة الفقراء.
في هذا الوقت، تصاعدت نسبةُ السرقات في المدينة، وباتت عملياتُ النشل وخصوصاً حقائب النسوة، وسرقةُ السيارات وبطارياتِها والكابلات متكررة، حتى أن البعضَ عَمدَ الى سرقةِ مقاعد الحديد مِن على أرصفة الشوارع والكورنيش.
محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا تحدث ل “المدى” نافياً ما يتردد عن لجوء بعض الاحياء الى الأمن الذاتي، فالمسّ بهيبة الدولة ممنوع كما قال، لافتاً الى سرقات عديدة حصلت في الآونة الاخيرة، ومشيراً الى اجتماع امني عقد قبيل حلول الاعياد في سراي المدينة لاتخاذ التدابير والحد من تصاعد هذه الظاهرة. واعلن أن عناصر من قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات وشرطة البلدية يقومون بالدوريات المكثفة وخصوصاً ليلاً وفي منطقة الميناء، كما ان القضاء لم يتورّع عن اصدار أحكام مشددة بحق السارقين.
ونفى نهرا وجود عصابات منظمة للسرقة في المدينة، معتبرا ان للفقر دوراً كبيراً، واذ لفت الى ان نسبة الفقر تتصاعد، رأى ان هناك الكثير من الاغنياء في طرابلس، داعياً اياهم الى المساعدة والتعاضد من اجل تمرير هذه الفترة المعيشية الصعبة.
الهاجس الامني الموثق بالأرقام المتصاعدة للجرائم والسرقات ماثلٌ أمام اللبنانيين منذ فترة، والخشيةُ كلّ الخشية على الامن الاجتماعي في حال عدم وقف الانحدار الاقتصادي، لتحدُث بعد حينٍ جرائمُ قتلٍ من أجل سرقة مبلغ صغير من المال.