“تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ اَلْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ” قول يُنسب للإمام علي بن أبي طالب، ويعتبر هاجساً لعدد كبير ممن يمتهنون السياسة ويعتبرونها “فن الكذب”. ودائماً ما ينمق هؤلاء تصريحاتهم وينتقون كلماتهم وقد تجدهم يراجعون تصاريحهم الصحافية كما يحفظ التلميذ النجيب درسه. رعبهم الحقيقي يوم تباغتهم عدسات الكاميرات في الكواليس أو يطرح عليهم أحد الزملاء سؤالاً مفاجئاً، تراهم يتلعثمون ويتعثرون بالكلمات لأنهم يتحدثون شيئاً ويضمرون شيئاً آخر ولكن مهما حاولوا تبقى هناك لحظات يسميها البعض بلحظات التخلي تخرج خلالها بعض الكلمات لا تعود ثانيةً.
ولبنان بلد لا يشبه اي بلد آخر، بلد مرّ على ولادته أكثر من مئة عام (لبنان الكبير) وحتى اليوم شهد الحروب والسلام والخصام والنهوض، لكن المفارقة أن من كانوا أعداء يرابطون على المحاور ويتربصون لقتل بعضهم البعض عام 1975، اجتمعوا على نهب مقدرات لبنان واستغلال شعبه.
ورغم ما خلفته الحرب من دمار ودماء لم يخرج احد منها منتصراً فقد تجد بين الحين والاخر ان هناك من يحن اليها ويشتاق اليها غير آبه بدماء الابرياء ومستعد لقتل خصمه من دون أن يرف له جفن أو أن يشعر بوخز الضمير إن وجد.
نائب “الحزب التقدمي الإشتراكي”، بلال عبدالله “فلتت” منه كلمة ليل أمس كانت مخبأة تحت لسانه وبكل صراحة تمنى لو قتل رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، لم يتفاجأ الحاضرون في استوديو البرنامج (صار الوقت)، لأن الجميع يعلم أن من شب على الالغاء والفكر الاجرامي شاب عليه.
تلميذ وليد جنبلاط الاشتراكي اعترف في معرض ردِّه على سؤالٍ عن محاولةِ إغتيال جبران باسيل منذ سنتين من قبل عناصر إشتراكية في قبرشمون، وأجاب النائب بلال عبدلله: “ياريت عنّا الوسيلة”!
#بلال_عبدالله ، مسؤول بالدولة اللبنانية، بزلّة لسان بيقول يا ريت فينا نغتال جبران باسيل.
مدرسة الدم والتهجير…#ميليشيا_للأبد pic.twitter.com/DUeoRt4IVp— Nathalie Ibrahim (@NathalieIbrahi8) January 28, 2021
وهي الحادثة نفسها الذي قضى فيها اثنان من مرافقي وزير شؤون النازحين السابق صالح الغريب اثر كمين نصب في قبر شمون لأي موكب يمر من البلدة.
ولا بد من الاشارة إلى أن قاضي التحقيق العسكري قد أوضح في تقريره في حزيران الفائت إلى نيّة العناصر التابعة للحزب الإشتراكي بنصب الكمين المسلّح لموكب باسيل عن سابق الإصرار والتصميم.