رندلى جبور – خاص “المدى”
أربع سنين وتسألون ماذا فعل، ونسألكم ماذا فعلتم أنتم بنا وبالوطن!
ماذا فعل؟ أطلق معركة التحرر، ويكفينا شرفاً أن يكون ميشال عون القائد الذي تجرأ على إعلان حرب على الفاسدين، وعلى وضع المدماك الاول لإعادة بناء لبنان كما نشتهي.
الصلاحيات كبّلته، الفاسدون عرقلوه، الخارج حاربه، الميليشيات صبّت نيرانها عليه، الاعلام ظلمه، والحراك لم يجد غيره ليحمّله خطايا الآخرين.
باختصار الكل ضدّه في الداخل والخارج لأنه لا يشبه أحداً.
ومع الحرب عليه، أطلق مسار الاصلاح وحرّك المياه الراكدة في موضوع محاربة الفساد والسياسات الخاطئة.
ولولا ميشال عون لما كان لبنان ثِقلاً سيادياً إلى الطاولات العالمية.
لولا ميشال عون لما وضع عشرون ملف فساد أمام القضاء متعلقة بمحميات ما كان أحد يجرؤ على الهمس باسمها من المرفأ إلى الكازينو والمطار والاتصالات والادوية والصرف الصحي وغيرها، فهل من يسأل القضاء بدلاً من إلقاء اللوم على فخامة المختلِف؟
لولا ميشال عون ما كان لبنان وُضِع على الخارطة النفطية ولا بدأ التنقيب وانطلقت مفاوضات الترسيم للاستفادة من كامل ثرواتنا المقدّرة بتريليونات الدولارات.
لولا ميشال عون لما انطلق مسار التدقيق الجنائي الذي يرعِب الكثيرين ويحاولون كلّهم عرقلته في السر ولو قالوا خجلاً في العلن أنهم يؤيدوه.
لولا ميشال عون لما عادت الشراكة ولا استقرّت العلاقة بين مختلف المكونات.
لولا ميشال عون لما كان الاستقرار الامني والامن الاستباقي وملاحقة الخلايا النائمة والقضاء على الارهاب في فجر وحده رسمه.
لولا ميشال عون لما عادت الموازنات بعد انقطاع ولا أعيد تكوين حسابات الدولة منذ العام 1993، فهل من يتوجّه بسؤال إلى ديوان المحاسبة أن “وين صرت بهالموضوع”؟
لولا ميشال عون لما طرح أحد بجدية فكرة تطوير النظام والذهاب إلى الدولة المدنية.
لولا ميشال عون ما كانت قوانين مثل إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والاثراء غير المشروع وإسقاط الحصانات والباقي على طريق الاصرار.
لولا ميشال عون لما كان الإبراء مستحيلاً من خلال تحويله إلى قانون وإخبار.
لولا ميشال عون لما صار لبنان مركزاً دولياً لأكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار ولا كانت القضايا اللبنانية كالنازحين واللاجئين أولوية على المنابر الدولية.
لولا ميشال عون ما كانت خطة ماكينزي للاقتصاد المنتج ولا بعض السدود ولا استعادة الجنسية ولا كانت القوانين البيئية وتلك الخاصة بالحماية الاجتماعية وتصويت المنتشرين والنسبية، ولكن هل هو من ينفّذ؟ وهل هو من يطبّق؟ وهل هو الأجهزة المعنية؟
لقد قلنا بعضاً قليلاً جداً مما فعل ميشال عون ولكننا نسألكم أنتم ماذا فعلتم؟
أعدتونا إلى ما تحت الصفر بدلاً من أن تكونوا سنداً في المسيرة الاصلاحية وقضيتم على ما تبقى، وكنتم عن دراية أو من دونها، المساهمين الاساسيين في دعم الفاسدين وإعادة تجذرهم أكثر فأكثر. بربّكم ماذا فعلتم؟
ميشال عون ولو كانت الحروب والحراكات والضغوط والثورات الملونة ضده، سيكون هو مؤسس الجمهورية الجديدة، فحدّدوا مواقعكم، معها أو ضدّها وبلا نفاق!