جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
علاقة لقاح فايزر- بيونتك بأمراض الحساسيّة ما تزال ضبابية بعض الشيء، فالحديث حول عدم ملاءمته مرضى الحساسيّة، ما زال يثير مخاوف الكثيرين ممّن يعانون من أمراض الحساسية، على الرغم من أن الآثار الجانبية وحالات التحسّس التي تَسبّب بها اللقاح المذكور محدودة جداً.
علماً أن هذا الأمر بديهي كون هذا اللقاح هو لقاح جديد، والتجارب حوله ما تزال مستمرة.
استطلعت “المدى” آراء بعض الأخصائيين في الأمراض الجرثومية والأخصائيين في الأمراض الصدرية وأطباء آخرين شرحوا عن أي فئة من المرضى يتم الحديث، والذين عليهم تفادي تلقي لقاح فايزر.
من هم المعنيّون بعدم تلقي لقاح فايزر؟
بعد التوضيح الذي كان قد أدلى به ل”المدى” الرئيس السابق للجمعيّة اللبنانية للأمراض المُعدية والجرثوميّة الدكتور زاهي الحلو، معلناً أن الذين لا يلائمهم لقاح فايزر هم الذين لهم سِجِّلٌ سابق في الإصابة برد فعل تحسّسي شديد، ويعانون من مشاكل حساسيّة متكرّرة شديدة ومفرطة ومزمنة، ناصحاً مرضى الربو بعدم الخضوع ل “فايزر” في الوقت الراهن، قمنا باستطلاع المزيد من آراء الأطباء.
وفي هذا الاطار، يقول نقيبُ الاطباء شرف ابو شرف إن جميع مرضى الحساسية يمكنهم تلقي اللقاح، ولكن يجب أن يخضعوا لمراقبة طبيّة تصل الى حوالى نصف ساعة بعد عملية التلقيح.
ويرى رئيس قسم الامراض الصدرية والعناية المركزة في مستشفى القديس جاورجيوس الدكتور جورج جوفيليكيان بدوره أن جميع المرضى يمكنهم الخضوع لعملية التلقيح ب فايزر، ولكن يجب مراقبة البعض منهم بعد هذه العملية لمدة ربع ساعة.
ويوضح جوفيليكيان أن لا علاقة للّذين يعانون من أمراض الربو أو من الحساسية ضدّ الغبار أو أنواع اخرى من الحساسية بهذه المسألة، مشيراً الى ان الموضوع يتعلق بالحساسية على مكونات وتركيبة لقاح فايزر، ويضيف: لقد تبيّن أنّ الذين تلقوا اللقاح المذكور في أوروبا والولايات المتحدة وظهرت عليهم آثارٌ جانبية، هم الاشخاص الذين كان لديهم سجّلٌ سابق في الحساسية ضد الأسماك القشرية shellfish allergy، كالقريدس والمحار…
الاشخاص الذين حصلت لديهم أعراض شديدة هدّدت حياتَهم بالخطر في السابق بسبب الحساسية، هم الذين عليهم عدم الخضوع للقاح فايزر، بحسب احد اطباء الامراض الصدرية وحساسية الربو لدى الأطفال.
الطبيب نفسُه الذي رفض ذكر اسمه كونه متخصّص بأمراض الأطفال والذين لن يخضعوا للقاح على حدّ قوله، مفضلاً ترك حق النصح للاطباء المعنيين بالراشدين، يشير الى أن هناك ثلاثة عوامل تمنع من تلقي فايزر وهي:
أولا، إن كل لقاح يحتوي على مكوّنات معينة، وقد تحصل تجاه اي لقاح حالاتٌ نادرة من التحسّس على مكوّن ما من ضمن هذه المكونات التي يمكن أن نجدها ايضاً في أطعمة معينة.
ثانياً، إن الذي وصل الى حالة خطيرة سابقاً هدّدت حياته بسبب مأكولات معيّنة، عليه تجنّب المخاطرة بتلقي اللقاح المذكور.
ثالثاً، إن من عانى من حالة سابقاً تُعرف بـ” صدمة الحساسية anaphylactic shock” وهي تفاعلُ حساسية خطير وسريع في حدوثه، وقد يسبّب الموت، عليه ايضاً تفادي الخضوع لهذا اللقاح.
في المحصلة، يبدو أن تعريف الحساسيّة التي تمنع الاشخاص من تلقي لقاح فايزر، هي الحساسيّة الشديدة جداً التي أوصلت مرضى سابقين الى مرحلة متقدّمة أوصلتهم الى مرحلة خطر الموت. ويبقى الأفضل استشارة كل مريض طبيبه الخاص، اضافة الى تقديمه كل المعلومات اللازمة عند ملئه الاستمارة المخصصة لطلب الحصول على اللقاح المذكور.
ما هي أبرز مكوّنات فايزر بيونتك؟
أبرز المكوّنات في لقاح فايزر-بيونتك وفقاً لمنشور على موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية هي:
أولاً، نُسخة صناعية من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تسمى “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (messenger RNA) أو “إم آر إن إيه” (mRNA) ، لبرمجة خلايا الشخص لإنتاج العديد من نسخ جزء من الفيروس، حيث تطلق هذه النسخ إنذارات في جهاز المناعة، وتحفّزُه على الهجوم في حالة محاولة الفيروس الحقيقي الغزو.
ثانياً، دهون وكوليسترول.
ثالثاً، كلوريد البوتاسيوم.
رابعاً، فوسفات البوتاسيوم أحادي القاعدة (monobasic potassium phosphate).
خامساً، كلوريد الصوديوم.
سادساً، ثنائي هيدرات فوسفات الصوديوم ثنائي القاعدة (dibasic sodium phosphate dihydrate).
سابعا، السَكّروز.
وتقول المراكز الأميركية إن لقاح فايزر-بيونتك لا يحتوي على:
بيض أو مواد حافظة، او لاتكس (Latex).
وكان علماء قد اشتبهوا في كانون الاول الماضي بمركّب يحتمل أن يكون المسبب لحالات الحساسية، ويعرف باسم “بولي إيثيلين غلايكول”، ورمزه “PEG”، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وهذا المكوّن يدخل في لقاحات وادوية أخرى وفي أطعمة ومستحضرات تجميل بحسب بعض العلماء، لكنه يختلف عن سابقه بحسب آخرين.
وتجدر الاشارة الى أن قائمة مكوّنات لقاح موديرنا متشابهة لمكونات لقاح فايزر، وإن اختلفت النسب والمقادير في وصفاتهما التي تظل سرية.
مواضيع ذات صلة:
تحذير: لقاح “فايزر” لا يلائم مرضى الحساسيّة (خاص – جنان جوان أبي راشد)